Saturday, July 31, 2021

لا تسألوني ما اسمها جدتي

لا تسألوني ما اسمها جدتي

ولا تسألوني عن عمرها ، ولا عن لون عينيها أو شعرها

ولا حتى عن تجاعيد وجهها

فجدّتي ما كانت لتهتمّ لمثل هذه التفاصيل ، و لكني سأخبركم عمّا أورثتني إياه جدتي


 ما إن بدأت تعلم القراءة حتى قالت لي : اعتباراً من الآن لم تعد تملك وقتاً لإضاعته و اعلم أن أصدقاءك كلهم سيتغيرون ، إلا كتابُك ، صديقك الوفي الوحيد

و عندما بدأت أنضج و أختبر مختلَفَ التّجاربِ الحياتية بنفسي ، كانت جدّتي الشخص الوحيد الذي قال لي أنني مهما فعلتُ فلن أفشل . فإن نجحت فلأنني أستحق ، و إن لم أنجح فلقد تعلمت

و عندما أصبحت بالغاً راشداً أستطيع الاعتماد على نفسي ، تغيرت جدّتي بعض الشيء. إذ أصبحت تطلب مني العون و باصرارٍ أحياناً لأساعدها أو كي أساعد جدي في عمل شيءٍ ما
أدركت في وقتٍ لاحق أنه عندما كانت تطلب مني المساعدة ، ما كانت بحاجةٍ فعليةٍ للعون ، و لكن رغبةً منها بمنحي حِسَّ المسؤولية و لكي أدرك المعنى الحقيقي لواجب رد الجميل

 اليوم (و بعد ما يقارب العشر سنوات عن فراقها جدي) رحلت جدتي ، و أنا موقنٌ أنها لن تعود

منذ عشر سنواتٍ أذكرُ جيداً وجهها الباكِي في تلك الغرفة المضيئة ، و ما إن هرعت لأضمها حتى همست في أذني تلك العبارة التي جعلتني أنفجر بكاءً على كتفيها (راح جدو يا خالد)

اليوم رحلت جدتي و أنا جالسٌ في تلك الغرفة المضيئة هامسا فيها لنفسي بوجهي الباكِي (سلمي على جدو يا تيتي)




Sunday, November 16, 2014

عندما نرثي الغزل

مستهلاً بالشطر الأول من نونية أبو البقاء الرندي في رثاء الأندلس ، بسطت أبياتي التالية في رثاء ما دعوناه "الغزل" ، رافضاً في كل حال من الأحوال أن أنزل القصدية على شخصية أو واقعة معينة ، تاركاً كلماتي كلوحةٍ تجريدية ، يخيَّل انعكاسها للقارئ كما يريد و من الزاوية التي يشاء







لكـلِّ شــيءٍ إذا ما تمــَّ نُقصــانُ     و لكلِّ من هامَ في العشقِ أحـزانُ
و لكلِّ من ظنَّ أنُّ الكَمالَ نَسِيْبَهُ     ففي بلادِ الشَّـامِ مِنَ الأمثلةِ ألـوانُ
سُـــحُبٌ ملأت ســـــماءَ بــلادنا    هجيــــنُةٌ مـا عَـرَفنــا لهــا شــــانُ
إذ هــالَتْ علينا بِكُـــلِّ فاجِعَــــةٍ     فَبَــــدَّلَتْ نُفُوسَ القـــومِ من كــانوا
وصـــارَ حِقداً ما كـانَ عــــطفاً      و قَضَـى خَراباً ما كـانَ عُـــمْرانُ
تَبكِي الأُمَيمَةُ السَّمراءُ من وَلَعٍ       لِمَا رأت من كــثْرَةِ القَتْلِ عيْنـــانُ
و يَشـيْخُ طِـفلٌ من قبلِ موعـدِهِ       فظُلــمٌ يَملأُ مِــلاعِبَـــهُ و طُــغيانُ
و أرواحٌ تعلـوا إلى واحــدٍ أحَدِ      لا يُــظْلَمُ عِندَهُ انـــسٌ ولا جـــــانُ
ولا يُضَيِّـعُ مِثقــالَ ذَرَّةٍ عَمَــلاً        وهو لِمَا حَــلَّ بالعِشـــقِ يقظـــانُ
حتَّى الطَّبيــعةُ لَمْ تَنْـــجُ بِحُلَّتِها        وحتَّى الفُصُولُ قَدْ ماتَ منها اثنانُ
فها شقائِقُ النُّعمانِ اشتاقَت لحُمْـ      رَتِها و هّجرَ بَيْتَهُ في الرَّبيعِ نَيْسانُ
سَبعُ أيَّامٍ يَشْجُو الفُؤادُ بِها أَلَــقَاً       وسِنِينٌ ثَلاثٌ لا يُدرِكُ الحُبَّ إنسانُ
أضحى اليَومَ أنَّ حَربَاً تُنــائِـينا       إذ كانَ عَهدُنا يومَ التُّداني جيـــرانُ
خيالاتٌ لِمَنْ نُحبُّ في كلِّ زاويةٍ      و طَيفُكِ في حنايا القَـــلبِ سَـكرانُ
لَهُم منَّا كَمَا عَهِدُوا ألــفَ مَوَدَّةٍ        ولكِ في بحــــــارِ الــعِينِ شُـــطآنُ
قّدْ عَلِمْنَا ما لمْ يَــدْري بِهِ أحَـدٌ         و نَجْهَلُ ما عَـمْدَاً تُبْقيـــهِ كِتمــانُ
يَحيْرُ ذو لُـــبٍّ في فَهْمِ أُحجِيَةٍ         و يُدْرِكُ السِّــرَّ مّنْ فــيهِ إيمـــــانُ


خالد حمضمض
12 تشرين الثاني 2014

Tuesday, March 4, 2014

مضى عامان




شوقٌ إليكَ يصيبُ القلبَ كلّما .... ظننتُ الشوقَ قد غدا فيرجعُ
شريطُ ذاكرةٍ ما إن سبا عقلي .... حتى بَكَتْ عيني وفاضَتْ أدمعُ

خيالٌ يزورني في كل حينٍ .... لولاه.. على الصدرِ ضاقتْ أضلعُ
عامانِ مرّوا مذْ غابَ لي قمرٌ .... لانجمٌ ينيرُ سمايَ ولا شمسٌ تطلعُ

يعتادُني حنينٌ فينطوي .... فؤادي ، ويشدُّني شوقٌ فأتبَعُ
ستبقى روحُكَ محمولةً فينا .... مدى العمرِ كموجِ البحرِ لا يقلعُ



Wednesday, August 28, 2013

نوارتي عروس


محتار بين اللحن و الأشعار
محتار أرسل عيوني أو قلبي هديَة
يمتلكني شعور بالفرح ميّار
أغلى الغوالي عروس و صبيَة
تغيب الشمس إن طلّت و النجوم تغار
من عيونها و ضحكتها الهنيَّة
تدمع عيوني في يوم تذكار
أراك عروساً كالقمر كالثلج نقيَّة
و تبقي متل ما كنت نوارة الدّار
وصيتي الحكمة و لتكملي عمرك وفيَّة
هاني الحكيم و وقت الشدة جبّار
وصيّتي أنك تحرسلي هالصبيّة
الربّ يبارك ليبدأ بالحب مشوار
مكلّل بالهنا و السعادة الأبديّة




Monday, March 4, 2013

مضى عام



تبصِــــرُكَ العيـنُ حيثُمــا نَــــظَرَتْ 
مضـــــى عـــــامُ و لَـــمْ تَـــرْحَـل



Wednesday, August 1, 2012

وَ لَــــــرُبَّـمَا فــــــيها




و لقد نظرتُ و اطلــتُ الــحديثَ ... عَن دُنيـــــاً بــها ما فــيها فـــرُبَّمَا
أناسٌ يزوروها يَحمِلُ بعضُهُم ... مفاتيحَ الفؤادِ يَقحَمُونَه مِن دونِ ما
إذنٍ و لا اســتِثناءٍ من أرواحِـــنا .... و كأنَّـــمَا صِـرنا بأيديْـهم كالـدُّمَى

ولَرُبَّــمَا فـيها بعــضٌ مـن زُوّارِها ... مُســــتنكَرينَ و إن كــانوا أنـــجُمَا
غليظٌ تقـبُّلُهُم ثقيلٌ تقرُّبُهُم و هُم .... مُســــتَبعَدُونَ عَــنّا و عن كــلِّ ما
جـــميلٌ نَهـــوى إن غــــدا فـــينا .... تَلازَمْنَا و إيّــاهُ أرضَ اللهِ و السَّــمَا

فَيَا صـــاحِ احـــذَرْ لا ثالثَ بيــنَهُمْ .... و اعــــلَمْ بأنَّــــكَ واحــدٌ منـــهُمَا
و لا تَعْـــــبُر كلامَنا إنْ لَمْ تَسَـــــلْ  ....نفسَكَ أيُّ الفريقَين قــد كُـنتَ ما
و انظُـــر كــــلََّ الـــعيونِ من حَـــوْ ... لِكَ و اقـرأ حُكمَهُم فيكَ و اصدُقْهُما
و لا تُجَـــــــــــامِل نفسَــــــكَ إذْ .... تَجِـــدُ ما لا يُسِـــــرُّ بِبَعــضِ مــا
و لا تَــــغتَرَّ و إن كُــــنتَ مُحَمَّـــــدَا .... فَتَغدُوَ من دونِ أن تَدري مُذَمَّمَــا


خالد حمضمض
آب 2012

Tuesday, March 6, 2012

رثـــاءُ جـــد


لن تطالَ الحروفُ الوصف





تلاشَ يا أيّها القلبُ من صدري ___ و اذرُفي يا عينُ ما شئتِ من دمي
فيا قلبُ قد ماتَ من كنتَ تَخفُقُ باسمهِ ___ و يا عينُ قليلٌ دمعُكِ فاستنزفي دمي

و ليبكي شــمُّ النّســيمِ في حديقتِنــا ___ و الفلّــةُ و الياسـمينةُ و زهرُ اللّيــلَكِ
و احزني يا جُـدرانَ منزِلنا العتيقة ___ و أَوقــعي يا أشـــجارُ كلَّ ثمـــارِكِ

و لتعلن كلُّ العصافيرِ الحدادَ لأجلهِ ___ و لتصْــــهَلَ كــلُّ الخُيـــولِ لأجـلِهِ
و لتُشــرقِ الشّـمــسُ باليَةً من بعدهِ ___ و لتحـــزَن كــلُّ النجـــومِ لمـــوتهِ

باليمنى وارَيتُهُ الثّرى و باليُســرى ___ و القلبُ بــاكٍ و التّـــعبيرُ مُتَــــرامِ
رجـــــلٌ و ليـسَ كـمِثلِهِ رجـــــلٌ ___ قــــدوَةٌ و كــأنّهُ نــــــارٌ على عَـــلَمِ

يا مَنْ بهِ ارتبطَتْ تفاصيلُ أيّامي ___ و يا مَنْ كانَ لي رمزاً في كلِّ أحلامي
أحَقّاً لنْ أراكَ بعدَ اليومَ ثانيــةً ؟ ___ أواقعٌ ما نعيشُــهُ أمْ أضغــاثُ أوهـــامِ ؟

تالله قد كـــنتَ بَدراً مُشــــــرِقَاً ___ يُنيــــرُ الدّربَ إن ســـاءتني أيّــــــــامِي
أورَثْـــتنا حبّاً و علَّمتَنَــا صَبراً ___ وَ زَرَعتَ فينا من شِـــــيَمِ الكِــــــــرامِ

قسَماَ بربِّ محمّدٍ و الكلُّ يَشهَدُني ___ أنْ أُبقي اسمكَ ناصِعاً و أتخذكَ إمامِي

 خالد حمضمض
دمشق 6/3/2012