Sunday, November 16, 2014

عندما نرثي الغزل

مستهلاً بالشطر الأول من نونية أبو البقاء الرندي في رثاء الأندلس ، بسطت أبياتي التالية في رثاء ما دعوناه "الغزل" ، رافضاً في كل حال من الأحوال أن أنزل القصدية على شخصية أو واقعة معينة ، تاركاً كلماتي كلوحةٍ تجريدية ، يخيَّل انعكاسها للقارئ كما يريد و من الزاوية التي يشاء







لكـلِّ شــيءٍ إذا ما تمــَّ نُقصــانُ     و لكلِّ من هامَ في العشقِ أحـزانُ
و لكلِّ من ظنَّ أنُّ الكَمالَ نَسِيْبَهُ     ففي بلادِ الشَّـامِ مِنَ الأمثلةِ ألـوانُ
سُـــحُبٌ ملأت ســـــماءَ بــلادنا    هجيــــنُةٌ مـا عَـرَفنــا لهــا شــــانُ
إذ هــالَتْ علينا بِكُـــلِّ فاجِعَــــةٍ     فَبَــــدَّلَتْ نُفُوسَ القـــومِ من كــانوا
وصـــارَ حِقداً ما كـانَ عــــطفاً      و قَضَـى خَراباً ما كـانَ عُـــمْرانُ
تَبكِي الأُمَيمَةُ السَّمراءُ من وَلَعٍ       لِمَا رأت من كــثْرَةِ القَتْلِ عيْنـــانُ
و يَشـيْخُ طِـفلٌ من قبلِ موعـدِهِ       فظُلــمٌ يَملأُ مِــلاعِبَـــهُ و طُــغيانُ
و أرواحٌ تعلـوا إلى واحــدٍ أحَدِ      لا يُــظْلَمُ عِندَهُ انـــسٌ ولا جـــــانُ
ولا يُضَيِّـعُ مِثقــالَ ذَرَّةٍ عَمَــلاً        وهو لِمَا حَــلَّ بالعِشـــقِ يقظـــانُ
حتَّى الطَّبيــعةُ لَمْ تَنْـــجُ بِحُلَّتِها        وحتَّى الفُصُولُ قَدْ ماتَ منها اثنانُ
فها شقائِقُ النُّعمانِ اشتاقَت لحُمْـ      رَتِها و هّجرَ بَيْتَهُ في الرَّبيعِ نَيْسانُ
سَبعُ أيَّامٍ يَشْجُو الفُؤادُ بِها أَلَــقَاً       وسِنِينٌ ثَلاثٌ لا يُدرِكُ الحُبَّ إنسانُ
أضحى اليَومَ أنَّ حَربَاً تُنــائِـينا       إذ كانَ عَهدُنا يومَ التُّداني جيـــرانُ
خيالاتٌ لِمَنْ نُحبُّ في كلِّ زاويةٍ      و طَيفُكِ في حنايا القَـــلبِ سَـكرانُ
لَهُم منَّا كَمَا عَهِدُوا ألــفَ مَوَدَّةٍ        ولكِ في بحــــــارِ الــعِينِ شُـــطآنُ
قّدْ عَلِمْنَا ما لمْ يَــدْري بِهِ أحَـدٌ         و نَجْهَلُ ما عَـمْدَاً تُبْقيـــهِ كِتمــانُ
يَحيْرُ ذو لُـــبٍّ في فَهْمِ أُحجِيَةٍ         و يُدْرِكُ السِّــرَّ مّنْ فــيهِ إيمـــــانُ


خالد حمضمض
12 تشرين الثاني 2014

Tuesday, March 4, 2014

مضى عامان




شوقٌ إليكَ يصيبُ القلبَ كلّما .... ظننتُ الشوقَ قد غدا فيرجعُ
شريطُ ذاكرةٍ ما إن سبا عقلي .... حتى بَكَتْ عيني وفاضَتْ أدمعُ

خيالٌ يزورني في كل حينٍ .... لولاه.. على الصدرِ ضاقتْ أضلعُ
عامانِ مرّوا مذْ غابَ لي قمرٌ .... لانجمٌ ينيرُ سمايَ ولا شمسٌ تطلعُ

يعتادُني حنينٌ فينطوي .... فؤادي ، ويشدُّني شوقٌ فأتبَعُ
ستبقى روحُكَ محمولةً فينا .... مدى العمرِ كموجِ البحرِ لا يقلعُ