Friday, September 30, 2011

اختار ربي بلدي



مع بدايات الدّمار الذي اجتاح سوريا من جهاتها الأربعة ،  برزت أنياب ضوارٍ ما كان لنا أن نحتسبَها جزءاً من مستقبلنا ، لتنهش من أفئدتنا و تنثر الهلع في أوساطنا. حربٌ طاحت بما بدأ ينمو و أدمت ما تبقى من أرواحنا. فكالغالبية العظمى نلجأ إلى لله فقط عند الحاجة ، فقط في لحظات الضعف و الوحدة ، نلجأ لله اليوم خاضعين و مقرين بذنوبنا أجمعين ، راجين الرحمة و الإغاثة ، آملين أن ينتشلنا الرب من مستوعب خطايانا و يصطفينا قبل العقاب و قبل التلاشِ.
لله جميعاً نصلي ، لأعز بقاع الأرض لسوريا الجريحة نصلي.


اختار ربي بلدي لتكون مركزاً توسَّطَ فيهِ أرضه
اختار ربي بلدي لتكون منشَأ خلقِهِ 
اختار ربي بلدي لتكون مهدَ أديانه السماوية
اختار ربي بلدي لتكون منطلقَ أولى حضاراتِ البَشَر
اختار ربي بلدي لتكون أولَ أرضٍ تُرَدِّدُ صدى كَلماتِه
اختار ربي بلدي لتكون لبناً يرضعُه أهلها
اختار ربي بلدي لتكون دماً يسري في عروقنا
اختار ربي بلدي لتكون ماءاً يسير في أوصالنا
اختار ربي بلدي لتكون حبيباً نعشقه كُلّنا
و اختار ربي بلدي لتكون مثوىً أخيراً لنا

فليَحْفظ ربي بلدي .. فليَحْفظ ربي بلدي ... فليَحْفظ ربي بلدي

خالد حمضمض
دمشق 30 أيلول 2011 

Thursday, June 16, 2011

رسالةٌ إلى الله

في السادس عشر من حزيران عام 2011 ، و أثناء زيارتي  لمدينتي حماة ، تبعثرت أفكاري بما حدث ، أدمت عيناي مشاهدٌ رأيتها و أحداثاً عشتها خلال عطلة الاسبوع ، ما كنت للحظة لأتصور أن من الممكن أن يحدثَ ما رأيت ، اشتدت الظلماء في دربي و ما كان لقلمي إلا أن خطّ هذه الكلمات القصيرة ، محاولاً تفجير ما في داخلي من شعور.
ألمس في هذه الكلمات غالبيىً عظمى من زملائي من أهلي و ممن ترعرعتُ فيهم ، ظهرت و نشأتُ بينهم.

***

سيدي و مولاي .. إلهي يا خالق السموات و الأرض

أكتب إليك رسالتي و قد اشتدّ عندي منكَ الخَجَل ... و عذراً من صِغَرِ مكانتي مقابل عظَمتكَ ... فمَنْ أكونُ لأكتبَ إليك برقية

ولكني خَشيتُ تبَخُّرَ الوطن ...

انطلاقاً من حُبي الشديد و ايماني الراسخ بجلالتك  و ثقتي العمياء و اسلامي التام لحكمتك...

احتاج استفساراً لما يحدثُ في وطني ... أحتاج تعليلاً لما أرى من حولي ...

و رجاءً أريد تفسيرا مقنعاً عن سبب كثرةِ الضَّريرينَ مِن حَولي ...  عن سبب الصّبغةٍ الحمراء التي تُضَرِّجُ دُرُوبَــنا

مولاي فسًر لي أرجوك .. ما اسمُه زَمانٌ يَصْدَحُ فيه الجَاهِلُ بصَوتِه العالِ ...

 و يَصمُتُ فيه خَوفاً أوعى و أحكم الناسِ

مولاي فَسّر لي أرجوك ... أيُّ زمنِ تَنْتَطِيهِ أقطابُ الجهلِ و يقودُهُ أعمى

مولاي ذكّرني ألم تكن أولَ وصيةٍ وجهتها لنا ( إقرأ ) ؟؟

مولاي ذكّرني ، ألم تبعث المسيحَ و محمداً ليعلمونا مكارمَ الأخلاق ؟؟

مولاي إن كان هذا ما أردت ..  فاجعلنا ننشَغِلُ بالعلم الذي لا نعلم ... و بالأخلاق التي لا نملكُ مَكارِمها

مولاي لقد أغرقتني اليوم دموعي ..

رأيت أهلي يتلَعثمون بجَهْلهم .. يتخبطون ببعضِهِم

يتنازعون بأمرهم ..

مولاي رأيتُ أهلي للهاويةِ يقودُونَ بعضَهُم .. بأيديهم يقتُلُونَ بعضَهُم .. و يسرقون بعضهم.

أرجوك أن تنقذَنا

أبكاني أن أيامَنا القادمة قد لاحَت اليوم أمَامي ... بيني و بين الأفق .. تشتدّ اسوداداً

أستسمحك على الإطالة

و لكن لي رجاءٌ صَغير ..

إن كنتَ قد كتبت أيامَ زمانِنَا و أحداثَها هذه في صحيفة القَدَر ..

 فأرجو منك رأفةً بنا أن تعدّلَ ما كُتِبْ.

خالد حمضمض
سوريا - حماة 
حزيران 2011